Tuesday, December 29, 2015

السيرة الذاتية

العالم لا ينظر إلى شهاداتك من أين تحصلت عليها ، إنما ينظر إلى إنجازاتك و نجاحاتك العملية و العلمية . الحقيقة التي يجب أن ندركها أن الشهادة الأكاديمية التي تتحصل عليها في أفضل الأحول ستحيطها ببرواز و تضعها في غرفة الضيوف أو حجرة نومك أو مكتبك في أحسن الاحوال ، و سيتمكن أقاربك من الدرجة الاولى والثاني ، وبعض الاصدقاء من الاطلاع عليها . خلاف هؤلاء لا أعتقد أن هناك من يهمه أن يشاهدها أو يتوق لمشاهدتها . و ربما تصبح حبيسة الادراج ولا يشاهدها أحد بخلاف زوجتك أو أبنائك . الناس تهتم بما تنتجه وتقدمه للبشرية من جهد فكري أو علمي ، هذه حقيقة يجب إدراكها . قد تتحصل على أعلى الشهادات و من جامعات مرموقة إلا أنك قليل البحث والانتاج في مجالك ، فلا يعرفك و لا يعلم بك أحد . السيرة الذاتية هي ماتبحث عنه المؤسسات العلمية والاكاديمية و غيرها من المنظمات ، هذه السيرة التي لا نجيد توضيفها و لا حتى الاهتمام بها ، ولا نوليها أي أهمية تُذكر . السيرة الذاتية يجب أن يتم بنائها كما تبني بيتك تماماً ، تأسس قواعدها بشكل سليم ، لتكتمل أمام عينك في أجمل حلة ، و تزينها بإنجازاتك العلمية ، وبحوثك ، ومقالاتك الاكاديمية ، وورش العمل ، ونشاطك الاجتماعي والتطوعي . أن تعمل بكل ما أوتيت من قوة على أن تكون السيرة الذاتية لك ناصعة تعكس صورتك أمام من يقرأها . سيرتك الذاتية هي ما يتطلع الغير للإطلاع عليها ، خلاف ذلك لا شيئ يدفع الغير للتعرف عليه . لا يهمهم عائلاتك ، و لا شهادتك من أي مؤسسة . أستغرب كثيراً من البعض ، يجتهدون فقط لتكون سيرتهم الذاتية كالحة السواد .

المحلل السياسي

لم يتصفح جريدة في حياته ، لم يطلع على كتاب سياسي أو أقتصادي أو حتى لفن الطبخ ، لم يشارك في منتديات سياسية أو أقتصادية ، لم يكتب سطر في جريدة أو مجلة . لم يشارك في أي عمل سياسي أو أقتصادي أو أجتماعي . لا تجد على مكتبه جريدة أو مجلة سياسية أو أقتصادية أو ثقافية . لا يحتوي مكتبهُ على مكتبة صغيرة تحمل بعض الكتب السياسية أو الثقافية . ثـــــــــــــــــــــــــم تتفاجئ أمام التلفاز ، و قد تم أستضافته كمحلل سياسي !!!!!!!! لهذا لنا أربع سنوات نبلو و نعجنو .